.jpg)
| أكاديمية دراسات اللاجئين |
نور عباس – كاتبة في إعلام أكاديمية دراسات اللاجئين
أنماط توثيق الجرائم التي يتعرض لها الفلسطيني!
يحضر لدى الفلسطيني نمطان من التوثيق للجرائم التي يتعرض لها؛ نمط توثيق شفهي، غير رسمي، يعتمد على القصص المتداولة عبر الأجيال والمحفوظة في الذاكرة الشعبية الفلسطينية. ونمط رسمي، يقوم على التوثيق المقصود لمجمل التفاصيل التي يتعرض لها خلال تجربته الاحتلالية المفروضة عليه، وينطوي العمل الصحفي تحت هذا النمط التوثيقي.
وقد عمل المحتل، وفق نحو مقصود، على تهديد حياة الصحفي الموثّق للجزئيات التي يعايشها الفلسطيني بسبب سلطة الاحتلال، ونتيجة هذا التهديد فقد العديد من الصحفيين حياتهم. وكان آخرهم غفران وراسنة، التي استشهدت في مطلع حزيران إثر إصابتها برصاص أطلقه جنود الاحتلال قرب مخيم العروب شمال الخليل.
ما يلفت الانتباه هنا هو طريقة التعامل العمومي مع هذا النبأ، إذ لم يحصد تفاعلاً جماهيرياً جماعياً كبيراً كما حدث مع خبر اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة، الذي سيطر على الرأي العام. وهذا التباين التفاعلي لا يقلل من هول الخبر وأهميته، بل يدل عموماً على أن الذات المتفاعلة مع الخبر قد تُصاب أحياناً بخدر في المشاعر يؤثر في طريقتها التفاعلية، فالذات المتعرضة باستمرار لأخبار إجرامية متشابهة في البنية والسياق تعداد بصورة لا شعورية على هذه الأخبار فتجمد آلياتها التفاعلية مؤقتاً. وهذا ما يحدث مع الفلسطيني والجمهور المتفاعل مع قضيته.
فنحن في تفاعلنا مع خبر اغتيال غفران كنا مخدرين انفعالياً بسبب الأحداث السابقة المشابهة ومنها اغتيال شيرين أبو عاقلة، ومن هنا لا بد لنا أن ندرب أنفسنا على تجاوز هذا التخدير العاطفي وإبقاء أنفسنا نشيطين انفعالياً وسلوكياً للمواجهة التفاعلية الجماهيرية للجرائم الاحتلالية المستمرة والمتوقعة في أي لحظة!
رابط مختصر : https://refugeeacademy.org/post/95