.%5B3%5D.png)
| أكاديمية دراسات اللاجئين |
فريق التحرير – قسم التواصل والإعلام
في الحرب الأخيرة واصلت قوى الاحتلال قصف الأبراج السكنية والمنازل في قطاع غزة تنفيذاً لوعد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بمواظبة جيش الاحتلال على استهداف الفلسطينيين، معترفاً بأن الاحتلال يمر حالياً بأوقات صعبة ولحظات محرجة لحكومته، قامت المقاومة الفلسطينية بالرد على هذه الممارسات الإرهابية بقصف العمق المحتل على اعتبار أن تل أبيب باتت الهدف الرئيس لصواريخ المقاومة.
ليس ذلك فقط بل أوضحت وزارة الصحة الفلسطينية أن المدن والقرى الشمالية والشرقية من قطاع غزة في الآونة الأخيرة شهدت تهجير عوائل بأكملها من منازلها، حيث إنها أقدمت على اعتبار أن تفاقم الأرقام التي تحصي عدد المهجرين تجاوزت ال 120.000 فلسطيني جراء استهداف الاحتلال لتجمعات المدنيين في غزة.
استهداف الأبراج والمنازل
الحرب على قطاع غزة أصابت كافة المعالم الأساسية في الحياة الإنسانية والبنى التحتية على اختلاف معالمها ومكوناتها وأماكن العبادة، وطالت الشقق والأبراج السكنية خاصة التي تتضمن مكاتب المؤسسات الإعلامية المحلية والعربية والدولية، لتطلّع الاحتلال إلى القضاء كل معلم من معالم الحياة الآدمية في محاولة منه لجعل القطاع مجرد لوحة سوداء خالية من أركان الإنسانية الأساسية وطمس الهوية الفلسطينية العربية.
برج الجلاء نموذجًا
في الحرب الأخيرة كان الاتجاه العام لجيش الاحتلال يتمثل بنسف البنى التحتية من بيوت وأبراج ومحال تجارية ومرافق عامة، بهدف إيقاف عجلة الاقتصاد في غزة وإلحاق الأذى والضرر بكافة مقومات الحياة الاجتماعية والاقتصادية وحتى الصحية.
برج الجلاء كان أحد المعالم التي تم تدميرها بآلة الحرب الصهيونية تدميراً كاملاً، حيث كان يتضمن البرج عدة مكاتب إعلامية منها المكتب الخاص بشبكة الجزيرة الإعلامية في غزة بالإضافة لمكاتب تعود لجهات إعلامية أخرى مثل وكالة أسوشيتد برس الأميركية، ويضم أيضاً 60 شقة سكنية ومكاتب تعود لمحامين وأطباء.
تصرُّف العدو عبّر عن مدى همجيته وغطرسته من خلال استهداف الصحفيين، لمنعهم من كشف حقائق الأحداث الملموسة على أرض الواقع في الحرب الأخيرة على القطاع، فبرج الجلاء الذي كان يضم عدة مكاتب إعلامية وشقق سكنية تحول إلى كومة من الأنقاض جراء القصف الهمجي لطائرات الاحتلال، التي ارتكبت أيضاً مجزرة بشعة بحق الإنسانية في مخيم الشاطئ غربي قطاع غزة، حيث قصفت منزلاً مؤلفاً من ثلاثة طوابق بعدة صواريخ ما أدى إلى ارتقاء عشرة شهداء "ثمانية أطفال وسيدتان".
هدف الاحتلال من قصف الأبراج التي تتضمن مكاتب إعلامية
يمثل الإعلام أحد المقومات المهمة لتسليط الضوء على فلسطين وقضاياها وشاهداً حياً على جرائم الحرب المرتكبة من قبل الاحتلال، وكل يوم من الأيام الأحد عشر التي لخصت الحرب الأخيرة على قطاع غزة الماضية؛ قدم الأدلة الدامغة على وجود عملية تطهير عرقي داخل فلسطين التاريخية من خلال التصفية الجسدية لأبناء الشعب الفلسطيني، كما أنها أسهمت بإظهار معاناة للشعب العربي الفلسطيني الذي يتعرض للذبح كل يوم على مرأى ومسمع العالم بأسره، والعالم مازال يراوح مكانه دون أية مواقف ثابتة على أرض الواقع رغم أنه يرى المأساة ويسمع آهات المظلومين دون تجميل أو روتشة لحجم المعاناة، كما أنه يعاين مدى الهمجية المتبعة في القصف التعسفي الكيدي المسعور على أبناء الأرض الفلسطينية، وبالرغم من هذا كله لم يحرك ساكناً، حتى أن الإدارة الأميركية التي أبدت انزعاجها عندما تم تدمير المكاتب الإعلامية العائدة لوكالة الأنباء "أسوشيتد برس" وأدانت هذه الجريمة الصهيونية، إلا أنها بقيت تمنح حكومة الاحتلال الضوء الأخضر في مواصلته حرب الإبادة على شعب فلسطين داخل قطاع غزة، وساهمت إدارة بايدن بتأخير إصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يدعو لوقف استهداف المدنيين أو الحد منه بالرغم من انعقاد أربع جلسات لمجلس الأمن. فحرب الاحتلال تُعرض على وسائل ومنابر الإعلام خارجة عن القانون وتهدف للتعتيم على جرائمه والحؤول دون السماح للعالم برؤيتها وتوثيقها.
أخيرًا إن استمرار غطرسة الاحتلال من خلال استهداف الأبراج السكنية ومنازل المدنيين دفع المقاومة الفلسطينية للرد على تلك الوحشية باستهداف الداخل المحتل لتقف أمام آلة الحرب الصهيونية المتطورة درعًا حصينًا لفلسطينين، ليدك سلاح المقاومة العمق الصهيوني برشقات طويلة من الصواريخ والتي أتت بأهداف وإصابات محققة، فالاحتلال اليوم بات أكثر تخوفاً من ذي قبل كون المقاومة تحقق نتائج لا بأس بها على أرض الواقع في حروبها الأخيرة مع جيش الاحتلال خصوصاً مع وحدة اليد المقاومة الضاربة لعمقه.
رابط مختصر : https://refugeeacademy.org/post/67