.%5B1%5D.jpg)
| أكاديمية دراسات اللاجئين |
سندس أبو كرش – كاتبة في إعلام أكاديمية دراسات اللاجئين
الهجرة غير النظامية .. هروب من الموت إلى الحياة عبر قوارب الموت!
على متن قوارب صغيرة لا تصلح لأكثر من قضاء نزهة قصيرة داخل البحر يتجهز عددٌ من الشبان لخوض رحلة جديدة مع الحياة، حاملين معهم أحلامهم وأمنياتهم بحياة آمنة مستقرة خالية من الخوف والوجع الذي صاحبهم منذ تهجير أجدادهم من أرضهم وإلى يومنا هذا. في محاولة للهروب من الواقع المرير الذي يعيشه الفلسطينيون في مخيمات اللجوء، يلجأ من ضاقت بهم السُّبل لشق طريقٍ مجهول تحفّه المخاطر من كل مكان.
فإن نجَوا من خفر السواحل، فهل سينجون من غدر البحر أو البواخر الدولية؟ وهل ستستقبلهم الدولة التي قصدوها وتوفر لهم ما حرموا منه طيلة السنوات الماضية!؟
حسب أرقام نشرت عبر مؤسسات محلية فإن من بين عشرة مراكب ينجح مركبٌ واحد في الوصول إلى الدولة المنشودة، أما المراكب الأخرى فيكون مصيرها إما الوقوع في شباك خفر السواحل وبالتالي إجبارها على العودة، أو أن يبتلعها البحر.
مؤخراً؛ تداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو تُظهر تعرض المهاجرين للاعتداء والإهانة ورفعٍ للسلاح من قِبل خفر السواحل القبرصي، خلال نقلهم لباخرةٍ أعادتهم إلى لبنان.
كما تداولت مواقع صحفية خبر فقدان الوصول إلى قاربٍ كان على متنه 65 مهاجراً غير نظامي، انطلق السبت الماضي واجتاز المياه الإقليمية اللبنانية نحو إيطاليا، ولم يعد لديه الوقود الكافي لإكمال رحلته.
أما حول محاولات السلطات اللبنانية إحباط عمليات الهجرة غير الشرعية، فقد أعلنت مؤخراً عن توقيف 113 شخصاً من الجنسيات اللبنانية والسورية والفلسطينية، كانوا يتحضّرون للهجرة عبر البحر. في وقت سابق، قالت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين إن أكثر من 60 شخصاً لقوا حتفهم في شرق البحر المتوسط منذ بداية عام 2022 فقط.
رغم المخاطر التي تحف الهجرة عبر القوارب بصورة غير شرعية، والمبالغ الباهظة التي يتقاضاها المهربون؛ إلا أنها تجد إقبالاً واسعاً من قِبل اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات الفلسطينية وخاصة في لبنان وسوريا وقطاع غزة، بحثاً عن ملاذٍ آمن. فاستمرار الصراع في سوريا، وانهيار الاقتصاد في لبنان، وحصار الاحتلال المفروض على قطاع غزة وما يتعرض له من حروب دامية؛ حرم الفلسطينيين من أبرز حقوقهم والتي منها التعليم وتوفير فرص عمل تلبّي احتياجاتهم، وتوفر حياة كريمة لهم.
رابط مختصر : https://refugeeacademy.org/post/106